سلطان بن عبد العزيز
أعلن الديوان الملكي السعودي اليوم السبت وفاة الأمير سلطان بن
عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع
والطيران والمفتش العام، إثر مرض ألم به، عن عمر يُناهز 80 عاماً.
وقال بيان الديوان الملكي "ببالغ الاسى والحزن ينعى خادم الحرمين الشريفين
الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أخيه وولي عهده الامين صاحب السمو
الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس
الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الذي انتقل الى رحمة الله
تعالى فجر هذا اليوم السبت"
وذكر البيان أنه سيصلى على الأمير سلطان بعد صلاة العصر من يوم الثلاثاء القادم في مسجد الامام تركي بن عبدالله بمدينة الرياض.
وجاءت وفاة الأمير سلطان في مستشفى في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية
بعد أن غادر المملكة في يونيو/حزيران الماضي إلى الولايات المتحدة للعلاج،
بعد سلسلة عمليات جراحية كانت قد أجريت له.
والامير سلطان هو الاخ غير الشقيق للملك عبد الله وقد تغيب لفترات طويلة عن المملكة خلال السنوات الاخيرة للعلاج.
وولد الأمير سلطان في السادس عشر من شعبان 1349 هجرية، الخامس من يناير 1931 بمدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية.
ونشأ وترعرع في كنف والده الملك عبدالعزيز- رحمه الله- مؤسس المملكة
العربية السعودية، وتعلم القرآن الكريم وعلوم اللغة العربية على يد كبار
العلماء، وتوسعت معارفه بمطالعته المكثفة في مجالات المعرفة والدبلوماسية
ومن خلال زياراته المتعددة لكثير من الدول.
وللأمير سلطان سجل حافل بأعمال الخير في الداخل والخارج. وقد تحولت جهوده
في هذا المجال إلى عمل مؤسسي تشرف عليه جهات خيرية متخصصة؛ تنظيماً
لأعمالها وضماناً لاستمرارها، منها مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود
الخيرية، ولجنة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخاصة للإغاثة.
وقد تقلد الأمير سلطان عدداً من المناصب منذ عهد والده الملك عبد العزيز بن
عبد الرحمن آل سعود – يرحمه الله –، فقد كان أميراً للرياض في 22 فبراير
1947، ووزيراً للزراعة في 24 ديسمبر 1953، ووزيراً للمواصلات في 5 نوفمبر
1955، وهو وزير للدفاع والطيران منذ 21 أكتوبر 1962.
كما تقلد الأمير سلطان منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء في 13 يونيو
1982، بالإضافة إلى مسؤولياته وزيراً للدفاع والطيران والمفتش العام.
وأصبح الأمير سلطان ولياً للعهد ونائباً أولاً لرئيس مجلس الوزراء في 1 أغسطس 2005.
سلطان بعيني معاصريه من جهته قال تركي السديري رئيس
تحرير "جريدة الرياض السعودية" أن مواقف الأمير سلطان الإنسانية، كانت أبرز
ما يميز علاقته بالمجتمع، وهي علاقة ليست سرية والمواقف معلنة ونشر جزء
منها في الصحيفة، فهو يستقبل قضايا المواطنين ويبادر إلى حل مشكلاتهم.
ويتذكر السديري كيف كان يصله اتصال مكتب الأمير سلطان في ساعة مبكرة من
صباح كل يوم تنشر فيه الجريدة قصة محتاج، أو معاناة عائلة داخل السعودية
وخارجها.
وذكر مثالا على اهتمامه الذي لا يقف على المحتاجين في المجتمع السعودي،
مثقفين بارزين في بلد عربي، تكفل بمتابعة حالتهما وعلاجهما على نفقته.
وتحدث السديري عن الدور السياسي للأمير سلطان، وكيف كان يتمتع بعلاقات
مميزة مع العديد من السؤولين في بلدان العالم، وكيف كان بعيدا عن أي خصومات
محلية والدولية.
أما الدكتور مازن القصبي مدير مؤسسة الأمير سلطان الخيرية، فقال إن أعمال
الأمير الفقيد تتحدث عنه في كل المجالات، فكان " قاضي حاجة الأيتام
والمحتاجين والأرامل"،إضافة إلى أنه كان إداريا محنكا، محبا للخير بصدق
وطيب نفس، لأتردد دائما في أن أعرض عليه الأمور.
وتذكر كيف كان الأمير يحب مشاركة الناس في حاجتهم، والمشاريع والخددمات
التي يقدمها لهم، لدرجة أنه في مرة وبعد أن بدأت مؤسسته في تسليم 340 مسكن
للمحتاجين أمر ببناء مطار مؤقت لنزول طاترته في منطقة نائية، حتى يسهل على
المواطنين المستفيدين من الخدمات لقائه في منطقتهم.
وحكي بعض صفاته الشخصية خلال عمله معه، إذا كان مبتسما وذو إحساس صادق، ولم
يرد أي معاملة قدمها له محتاج، بل كان يضاعف المبلغ فوق حاجة من يطل
دائما، وكان رجلا صاحب قرار، اجتماعيا مع زواره وعامة الناس، حيث "عمل مع
الحضر والبادية.
أن الله وـآنـآ اليه رـآجعون